الرائد أحمد طارق.. تجسيد حي للتضحية والانتماء في معركة الوطن ضد المخدرات
الموت نهاية كل إنسان، لكن الطريقة التي يُختتم بها العمر تصنع الفارق وتخلّد أصحاب القيم والمواقف، فمنذ اندلاع الغضب الشعبي في أسوان ضد آفة المخدرات، اشتعلت إرادة جماعية لمواجهة هذا الخطر، وكان على رأس صفوف المواجهة رجال الشرطة، الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل أمن المجتمع وسلامته، وقد ضرب الرائد أحمد طارق أروع الأمثلة في التحامل علي النفس والصبر وإظهار إرادة الحق والنصر علي براثن الإجرام واوكار المخدرات التي دمرت زهرة شبابنا.
في إحدى الحملات الأمنية المكثفة لتطهير مناطق الإجرام وملاحقة تجار السموم، تعرّض الرائد أحمد طارق لإصابتين بالغتين بطلقات نارية في ساقيه، ورغم الألم والخطر، وأصر علي أداء واجبه الوطني بشجاعة نادرة، ورفض الانسحاب حتى تمكّن وزملاؤه من تصفية خمسة من أخطر الخارجين عن القانون.
هذه البطولة لم تكن مجرد موقف عابر، بل هي تجسيد عميق لقيم الانضباط والولاء والانتماء للوطن، فالرائد أحمد طارق يمثل نموذجًا حقيقيا لرجل الشرطة الملتزم، الذي يضع أمن وطنه وسلامة مجتمعه فوق كل اعتبار، ويؤدي مهامه بإخلاص دون تردد، حتى وهو ينزف الدماء.
إن مثل هذه التضحيات تؤكد أن الانتماء للوطن ليس شعارًا يُردد، بل فعل يُمارس في الميدان. وأن المواطنة الحقة تظهر في اللحظات الصعبة، عندما يقدم الإنسان روحه ثمنًا لحماية مجتمعه. فهؤلاء الأبطال، ومنهم الرائد أحمد طارق، هم من يعيدون ترسيخ الثقة في مؤسسات الدولة، ويغرسون في نفوس الشباب أن الطريق إلى التغيير يبدأ من الانضباط والعمل والمسؤولية.
وبينما نرفع أيدينا بالدعاء له بالشفاء العاجل، نُجدد العهد على أن نحمل راية الوطن بإخلاص، وأن نزرع في الأجيال القادمة حب الوطن والدفاع عنه، وأن نواجه كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن وسلامة مجتمعنا.
تحية فخر وامتنان لكل من حمل روحه على كفّه من أجل أن ينعم وطننا بالأمان.